
نشأت أوراق التاروت في إيطاليا خلال القرن الرابع عشر، وسرعان ما انتشرت في فرنسا وبريطانيا، لتشهد لاحقًا تطورًا ملحوظًا في التصميم والمعاني مع تأثرها بثقافات متعددة، بما في ذلك الحضارات الآسيوية، والمصرية القديمة، والهندية.
لطالما اعتُبرت أوراق التاروت أداة رمزية عميقة، تعكس ما يعتمل في النفس البشرية من مشاعر، وتطلعات، وتحديات. وهي تعتمد على لغة الرموز والاستعارات، التي تفتح بابًا للتأمل والتفكير في الذات.
استخدم كارل يونغ، رائد علم النفس التحليلي، التاروت كأداة مساعدة لفهم أنماط اللاوعي، معتبراً إياها مرآة تعكس البُنى النفسية للإنسان. ومن هذا المنطلق، تقدم قراءة التاروت مساحة للتأمل، والتحليل، وإعادة النظر في بعض التجارب والمواقف الحياتية، مما يساعد على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا وفهماً.
هناك مواصفات خاصة يجب أن تتوفر لدى قارئ التاروت، أبرزها امتلاك معرفة جيدة برمزية الأوراق عبر دراستها، وكذلك بعلم النفس، فضلا عن امتلاك الحدس القوي والقدرة على التعاطف مع الآخرين والرغبة الحقيقية في مساعدتهم.
وتصحيحاً للعديد من المغالطات المنتشرة، فإن قراءة التاروت لا تقوم على تقديم توقعات بالأحداث المستقبلية بقدر ما تقوم على تقديم النصح للناس، ولا يعتمد على الأوراق نفسها بقدر اعتماده على التفاعل الإنساني بين قارئ التاروت وبين من يقرأ له.