يُعتقد أن أوراق التاروت ظهرت في إيطاليا، خلال القرن الرابع عشر الميلادي، وشاع استخدامها فرنسا وبريطانيا، قبل أن تشهد تصاميمها تطورا كبيرا، خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، إثر الانفتاح على تأثير الثقافات، والأديان الآسيوية، والمصرية القديمة، والهندية. وتوصف أوراق التاروت بأنها “حاملة أسرار الحضارات القديمة وتمتلك قيمة روحانية”.
أوراق التاروت تمثل سجِّلا ينطق بلغة الرموز والاستعارات ودلالاتها، ومرآة تكشف ما يعتري النفس البشرية من حالات شعورية ورغبات، قال عنها كارل يونغ، رائد علم النفس التحليلي وأحد أشهر تلاميذ الأب الروحي لعلم النفس سيغموند فرويد، أنها أداة فريدة للتحليل النفسي.
هناك مواصفات خاصة يجب أن تتوفر لدى قارئ التاروت، أبرزها امتلاك معرفة جيدة برمزية الأوراق عبر دراستها، وكذلك بعلم النفس، فضلا عن امتلاك الحدس القوي والحساسية الروحانية والقدرة على التعاطف مع الآخرين والرغبة الحقيقية في مساعدتهم.
وتصحيحاً للعديد من المغالطات المنتشرة، فإن قراءة التاروت لا تقوم على تقديم توقعات بالأحداث المستقبلية بقدر ما تقوم على تقديم النصح للناس، ولا يعتمد على الأوراق نفسها بقدر اعتماده على التفاعل الإنساني بين قارئ التاروت وبين من يقرأ له.